المسلسل الباكستاني "Main Manto Nahi Hoon" مترجم

"كتاب سجين وعليّون": استعانة بالجن تحول الإيمان إلى هلاك الذات 💀

فيلم الرعب الإندونيسي الذي يتصدّر المشاهدات يكشف الثمن الباهظ للانتقام والسحر الأسود

تعمّد الكاتب أن يُشَاهد فيلم الرعب الإندونيسي الذي يتصدر قائمة المشاهدات الرائجة على شبكة "نتفليكس"، تحت عنوان "كتاب سجين وعليّون" (Kitab Sijjin dan Illiyyin)، وذلك بالتزامن مع دقات منتصف الليل تمامًا.

لقد ثبت أن عمل المخرجة هدرة داينغ راتو (Hadrah Daeng Ratu) يمثل إضافة استثنائية وجريئة لأفلام الرعب في المنطقة.
مع إطفاء الأنوار وتثبيت سماعات الرأس على الأذنين، لم يتبق سوى فضول جامح لمعرفة مدى صدق التوقعات المثارة حوله، بينما كانت الأجواء المروعة تجعل قشعريرة الخوف تتسلل شيئًا فشيئًا.

بعد مشاهدة استغرقت ساعة وثماني وثلاثين دقيقة، إليك استنتاج وجود العديد من الجوانب النوعية المتميزة التي جاءت من هذه القصة المخيفة والمفعمة بالوعظ.

القصة: صراع النور والظلام في مواجهة السحر الأسود

ينقل فيلم "كتاب سجين وعليّون" المشاهدين في رحلة تتبع قصة امرأة محاصرة في دوامة من المعاناة والرغبة في الانتقام. بعد أن وصلت إلى حافة اليأس، اختارت البطلة الطريق المظلم، معتمدة على "كتاب سجين" الذي يرمز إلى الشر، والسحر الأسود، والقوى المحرمة.

لكن خلف هذا الظلام، يظهر "عليّون"، الذي يمثل النور، والدعاء، والتوبة

يُشكل الصدام بين هذين العنصرين المتناقضين جوهر الفيلم، الذي لا يكتفي بإثارة الرعب، بل يتطرق أيضًا إلى أبعاد روحانية وأخلاقية عميقة حول خيارات الحياة، والإحباط، وعواقب مقاومة الفطرة السليمة.

قوة الأجواء وكيمياء الممثلين

ما يمثل قوة الفيلم الحقيقية هو الأجواء المظلمة التي تحافظ على تماسكها وتضغط على العواطف باستمرار، إضافة إلى التجسيد المميز للشخصيات من قبل طاقم الممثلين، خاصة أولئك الذين لعبوا دور "يولي" و "لاراس"، حيث جسدوا علاقة الأخوة التي تعبث بها ضغائن الغضب والانتقام.

كما أن ترسيخ العناصر الدينية كان ممتازًا، إذ أضاف بُعدًا جديًا للسرد المرعب، حيث منح الترميز بين الخطيئة (سجين) والثواب (عليّون) طبقات إضافية من المعنى الروحي.

هذا المنهج يذكّر ببعض التأثير الذي تركه الفيلم الماليزي "منافق" (Munafik)، الذي استخدم تكتيكًا مشابهًا بدمج الرعب مع القيم الدينية والروحانية.

مشاهد لا تُنسى

ما زالت صورة المشاهد العميقة باقية في الذهن، مثل مشهد "يولي" وهي تنبش قبر خالتها في منتصف الليل لتلبية شرط طقوس السحر الأسود، الذي يتطلب جثة "طازجة" مدفونة حديثاً. وكذلك التأثير الذي خلفه مشهد "لاراس" وهي تتلبس بالجن، والذي، على الرغم من أنه يثير ذكريات مكياج فيلم الرعب الكلاسيكي "طارد الأرواح الشريرة" (The Exorcist)، إلا أنه نجح في إحداث قشعريرة مرعبة.

نبذة عن المخرج والروحانية

قادت المخرجة هدرة داينغ راتو فريقها بحرفية لإنشاء هذا العالم الروحي المرعب. تجدر الإشارة إلى أن الفيلم يستند إلى مفهومين إسلاميين عميقين:

• سِجِّين (Sijjin): سجل أعمال الفجّار والظالمين، يقع في أسفل السافلين. [كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)]
• العلييون (Illiyyin): سجل أعمال الأبرار والصالحين، يقع في أعلى علييّن. [كلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)]

إن استخدام هذين المفهومين يرفع الفيلم من مجرد قصة رعب خارقة للطبيعة إلى محاكمة أخلاقية وروحية حول خيارات الإنسان النهائية.

النقاط الضعيفة: فخاخ الرعب النمطي

على الرغم من إيجابياته، يعاني الفيلم أيضًا من نقاط ضعف، بما في ذلك تسلسل الأحداث الذي يسهل التنبؤ به إلى حد ما، واعتماد بعض مشاهد الرعب على "القفزات المفاجئة" النمطية والمكررة. كما أن بعض الأجزاء بدت أكثر ميلًا إلى الميلودراما بشكل مبالغ فيه.

ومع ذلك، نجح الفيلم في تجاوز مجرد تقديم رعب فارغ، عبر تضمينه رسالة واضحة مفادها أن الانتقام ليس حلاً، وأن كل اتفاق مع الظلام يفرض ثمنًا باهظًا. الفيلم مناسب لجمهور محبي الرعب النفسي الديني بمعدل تقييم 6/10.

وإذا شاهدته بمفردك وفي أجواء موحشة بمنتصف الليل، فليس مستبعداً أن يطاردك في أحلامك أو يجعلك متيقظًا حتى الصباح!

فرجة مرعبة يا رفاق!👻

#كتاب_سجين_وإليّون #رعب_إندونيسي #أفلام_رعب #السحر_الأسود #نتفليكس #سجين_وإليّون
#KitabSijjinDanIlliyyin #HorrorMovie #NetflixID #Jinn #HadrahDaengRatu #FilmIndonesia