الفيلم الإندونيسي الكوميدي أنا سمينة ومش ندمانة 😌 2022 مترجم

رسالة ضائعة في بدلة مصطنعة: قراءة نقدية لفيلم "أنا سمينة ومش ندمانة!"

مقتبسًا عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة ألنيرا، يروي فيلم "أنا سمينة ومش ندمانة!" ضمن أعمال المخرجة بريتاجيتا أريانيجارا (مخرجة فيلم Surga yang Tak Dirindukan 3, 2021)، قصة كاتبة روايات رومانسية ناجحة تدعى موزا أفروديت (مارشاندا). على الرغم من امتلاكها جسدًا ممتلئًا، إلا أنها تشعر دائمًا بالثقة بنفسها وبقدراتها وإنجازاتها. ومع ذلك، مع تقدمها في العمر والضغط المستمر من والديها (تورا سوديرو وكوت ميني)، أصبح العثور على شريك حياة عبئًا يثقل تفكيرها.

تكنّ موزا مشاعر إعجاب سرية تجاه دافيان جاتميكو (مارتينو ليو)، وهو مخرج سينمائي شهير سيتولى تحويل روايتها إلى فيلم. لكنها تتردد في الدخول في منافسة مع عارضة الأزياء والممثلة أنجون (جيهان ألميرا)، التي تسعى هي الأخرى للفت انتباه دافيان. في المقابل، تلتقي موزا مجددًا بـ ناريسوارا راديفا (وفدا سيفان لوبيس)، زميلها القديم الذي كان يسخر من جسدها الممتلئ ويجعله مادة للتهكم، لكنه الآن أصبح أستاذًا جامعيًا وعاد ليطلب منها الصفح. وهذا اللقاء يشعل فتيل الإعجاب في قلبها ببطء.

من الصعب أن نفهم حقًا الرسالة التي يحاول فيلم "أنا سمينة ومش ندمانة!" إيصالها. للوهلة الأولى، يبدو الفيلم وكأنه يهدف إلى الترويج لقضية "إيجابية الجسد" (Body Positivity)، التي تدعو الجميع إلى تبني نظرة إيجابية تجاه أجسادهم بغض النظر عن حجمها أو شكلها. وقد برزت هذه النقطة بالفعل في النصف الأول من السرد من خلال بناء شخصية البطلة الرئيسية. لكن سيناريو الفيلم، الذي كتبته أريانيجارا بالتعاون مع إليا أكتوب، يختار لاحقًا أن يجعل رحلة موزا العاطفية مع دافيان وناريسوارا هي محور القصة، وبهذا لا يتجاهل فقط رسالته الأولية حول إيجابية الجسد، بل يبدو وكأنه يخونها تمامًا.

خلال مسار أحداثه، يقوم الفيلم بتطبيع "التـ ـنـ ـمــ ـر الجـ ـسدي" (Body Sha**min**g) الذي تتعرض له البطلة، سواء من خلال حوارات تهدف إلى إثارة الصراع، أو من خلال مواقف تُقدَّم على أنها مجرد "دعابات" من الشخصيات الأخرى. ربما قصدت المخرجة والكاتبة بذلك تأكيد مدى تعقيد الحياة اليومية لموزا بسبب حجم جسدها. لكن هذا العنصر يصبح إشكاليًا عندما يفشل السرد تمامًا في تقديم أي حل أو تغيير في سلوك الشخصيات التي تمارس هذا التـ ـنـ ـمر حتى نهاية الفيلم. ولعل من الصعب على أريانيجارا أن تفهم المعنى الحقيقي لإيجابية الجسد، خاصة وأنها فضلت استخدام "بدلة السمنة" (fat suit) — التي تبدو بوضوح كبدلة مصطنعة وبعيدة كل البعد عن المظهر الطبيعي — بدلاً من اختيار ممثلة مناسبة لتجسيد الشخصية بواقعية.

يمتلئ الخط الزمني للقصة أيضًا بسلسلة من الصراعات التي نتساءل عن جدوى وجودها. لنأخذ على سبيل المثال التناقض في شخصية نوبل (عمارة إستيقلال)، الذي يُصوَّر في جزء من الفيلم كصديق مقرب لناريسوارا، ثم نكتشف في جزء آخر أنه يكنّ له ضغينة قديمة. أو حبكة "الخيانة" التي تقوم بها إحدى الشخصيات ضد موزا -صديقتها المقربة إينو-، والتي تظهر دون أي سبب أو خلفية قوية، بل وتجعل موزا هي من تضطر للاعتذار في النهاية. على الأقل، تمكنت الحبكة الرومانسية بين موزا وناريسوارا من تقديم بعض اللحظات اللطيفة، على الرغم من خلفية التـ ـنمـ ـر في الماضي، والتي يتم "تبريرها" لاحقًا بأنها كانت مجرد محاولة من ناريسوارا للفت انتباه موزا.

على صعيد جودة الإنتاج، فإن اختيار الألوان الزاهية والمشرقة في مشاهد الفيلم يضفي جمالية بصرية مبهجة تتناغم مع طابع القصة. كما كانت المخرجة محظوظة بامتلاكها كوكبة من الممثلين الموهوبين الذين عززوا جودة الفيلم. حتى مع "بدلة السمنة" المزعجة، تمكنت مارشاندا من إبراز قدراتها التمثيلية. كما أن الكيمياء الدافئة بينها وبين لوبيس جعلت العلاقة بين شخصيتيهما محبوبة بسهولة. أما مارتينو ليو فكان أداؤه مقنعًا، بينما تمكنت جيهان ألميرا وديا بانيندرا من خطف الأنظار في كل مشهد ظهرتا فيه. وبالتأكيد، سيسعد عشاق فيلم Arisan! (2003) بمشاهدة هذا العمل، الذي لا يجمع بين تورا سوديرو وكوت ميني مجددًا فحسب، بل يقدم أيضًا "تحية" للشخصيات الأيقونية التي جسداها في ذلك الفيلم الكلاسيكي.