رحلة عاطفية تُذرف الدموع وتُزلزل القلوب!
وسط زخم الأفلام العائلية، أطل في سينما إندونيسيا الفيلم العائلي "في غدٍ يُظلمه غياب الأم" لأول مرة في الرابع عشر من نوفمبر الماضي، تحت إدارة المخرج المبدع رودي سودجاروو. لم يكتفِ هذا العمل بجذب الأنظار، بل فتح أبواب المسارح لتتدفق الجماهير نحوه، حيث سجل حتى السابع من ديسمبر 2024 أكثر من 3,501,007 مشاهد، في رقم ينبض بنجاحه المدوّي.
ويضم كوكبة من النجوم أمثال:
كريستين حكيم، فيدي نوريل، أماندا مانوبو، أدينيا ويراستي، وياسمين نيبر في الأدوار الرئيسية، بينما يعزز الثنائي سلامه رهارجو، بايم وونغ، هانا ساراسواتي، نونو داتاو، وإيمانويل سيزار هيتو، حضور الشخصيات الداعمة ببراعة لافتة.
نبذة عن الفيلم
يروي الفيلم قصة أسرة كانت تعانق الانسجام يومًا، لكن القدر لم يمهلها طويلًا. بعد رحيل الأب، تبدأ الأمواج العاتية في هزّ أركان هذا البيت. الحزن يلف الجميع، لكن الأم، تجد نفسها في صراع مع الوحدة بعد فقدان زوجها، بينما تحاول جاهدة حماية أسرتها من التصدع تحت وطأة النزاعات المتلاحقة.
"في غدٍ يُظلمه غياب الأم" 2024: حكاية عن الخسارة والهشاشة، مُزينة بفن الكينتسوجي 💛 🏺
في فيلمٍ يقتبس روحه من رواية تحمل الاسم نفسه، للكاتبة ناغيغا نور أياتي، يغوص بنا "في غدٍ يُظلمه غياب الأم" في بحرٍ من الدموع، هدفُه الأسمى أن يُذيب قساوة القلوب ويُجري في العيون أنهارَ الأسى. لكن المخرج القدير رودي سوجاروو لم ينسَ أن يُضفي على هذه الرحلة السوداوية لمسةً من الجمال الفني، ليُقدّم لنا حكايةً مُفعمة بالشوق واللوعة، حكاية تتصدّع فيها الروح وتترك خلفها ندوبًا من النقص والوجع.
كل شيء بدأ برحيل "هاريو" (سلامت راهارجو)، عمود الخيمة الذي جمع شتات العائلة، الأب الحنون والزوج المُحب. بوفاته، انفرط عقد الأسرة، وغرقت "رحمي" (كريستين حكيم) في مستنقع الحزن العميق، لا تجد في يومها سوى الشوق القاتل. فهل من سبيل للخلاص من هذا العذاب؟
"هاريو" و "رحمي" أنجبا أربعة أبناء: "رانيكا" (أدينيا ويراستي)، الابنة البكر التي سطع نجمها في عالم المال والأعمال، تصبح العمود الفقري الذي يقاوم الانهيار. لكن، طباعها الصلبة، التي تقترب من الاستبداد، تضعها على طرف نقيض مع إخوتها الثلاثة، و"رانغا" (فيدي نوريل)، الموسيقي الحالم الذي لم يحظَ بفرصة لتسجيل أغانيه، "رانيا" (أماندا مانوبو)، نجمة التلفزيون اللامعة، و "هينينغ" (ياسمين نابير)، الابنة الصغرى ذات الروح الفنية المرهفة. أربعة أشقاء تباعدت بينهم المسافات، حتى أنهم تأخروا في العودة إلى المنزل للاحتفال بعيد ميلاد والدتهم. فهل ضاعت دفء العائلة إلى الأبد؟
يدرك المخرج رودي سوجاروو أهمية عيد ميلاد "رحمي" في تصوير ديناميكية الشخصيات. وبمساعدة المصور القدير أدي بوترا أديتيو، يلجأ رودي إلى أسلوب "اللقطة الواحدة" ليجسد هذا الحدث. تقنيًا، كان التنفيذ مذهلاً. فبالرغم من ضيق غرفة الطعام، لم يقيد ذلك حركة الكاميرا الرشيقة، بل استُخدم هذا الضيق كأداة لتعزيز الشعور بالاختناق الذي يتصاعد مع تصاعد المشاعر. فهل ستكشف هذه الليلة عن أسرار دفينة؟
من خلال تلك اللحظات، أدركتُ على الفور طبيعة كل شخصية، سواء من ناحية فردية أو من ناحية علاقتها بالآخرين. وقد أتيحت الفرصة لجميع الممثلين للتألق. "أدينيا ويراستي" بدت قوية ومهيمنة، على الرغم من أنها تعاني في أعماقها من التعب والإرهاق، و "فيدي نوريل" تخلّى عن صورته النمطية ليجسد دور رجل يفتقر إلى الثقة بالنفس، و "أماندا مانوبو" أبدعت في تفجير المشاعر، و "ياسمين نابير" دفنت كل المرارات كطريقة لاحترام أشقائها. فهل ستتمكن هذه الشخصيات من تجاوز خلافاتها؟
الأربعة يجيدون الكلام وإلقاء الحجج دون أن تنفد كلماتهم، لكنهم لا يعرفون كيف يستمعون. لقد فاتهم الاستماع إلى والدتهم التي أرادت فقط أن تشعر بدفء لمة العائلة في عيد ميلادها. فهل سينتبهون إلى ندائها الأخير؟
مع ذلك، يعيب الفيلم سرعة إيقاعه التي تركت بعض التفاصيل دون تعمق. حياة الأشقاء الأربعة تُروى بإيجاز، مع تركيز أكبر على محنة الأسرة ككل، مما قد يترك المتابع متعطشًا للمزيد من خفايا حياتهم الشخصية.
هل أثر هذا على قوة سرد الفيلم؟
بالمقارنة مع العديد من الأفلام الإندونيسية الميلودرامية التي تدور حول موضوع العائلة، فإن "في غدٍ يُظلمه غياب الأم" يحمل وزنًا إضافيًا من خلال استكشافه لمفهوم الشوق. فالقصة تبدو أكثر قتامة. فبعد عقود من الحياة معًا، تفقد "رحمي" وجهتها بعد رحيل "هاريو". تفقد رفيقة دربها وسبب استمرارها في الحياة. والذروة هي اللقطة المقربة التي يستخدمها رودي لالتقاط الأداء الاستثنائي لكريستين حكيم وسلامت راهارجو. عندها يصبح الشوق لا يطاق، وكذلك دموعي كمشاهد. فهل ستجد "رحمي" السلام بعد كل هذا الألم؟
"في غدٍ يُظلمه غياب الأم" لا يجبر نفسه على عرض السعادة الكاملة في نهاية القصة. على العكس من ذلك، مثل فن الكينتسوجي المستخدم لإصلاح الأواني الفخارية المكسورة، يدعونا الفيلم للمشاركة في الاحتفال بالعيوب والجانب الهش من الإنسان مع جميع الخسائر التي لا مفر منها. فهل سنتعلم كيف نتقبل النقص ونحتضن الجراح؟
فرجة شيقة 😭
تنويه: لا نسمح بإعادة نشر هذه الترجمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع ومجموعات أخرى
شارك رابط الصفحة لأصدقاءك!
****
#اسيا_للعرب #asia4arabs
#مسلسلاتي #مسلسلات_آسيوية #مسلسلات_رومانسية #مسلسلات #مسلسلات_ماليزية #مسلسلات_إندونيسية #مسلسلات_اندونيسية
#افلام_اسيوية #افلام_رومانسية #افلام_اندونيسية #افلام_ماليزية
#ماليزي #إندونيسي #اندونيسي
#في_غد_يُظلمه_غياب_الأم
#سينما_إندونيسية #فيلم_مؤثر #دراما_عائلية
#فقدان #حزن #شوق #عيد_الأم #علاقات_عائلية
#مراجعة_فيلم #كريستين_حكيم
#سلامت_راهارجو #رودي_سوجاروو