imageUrlHere Asia4Arabs - Watch Drama for free
آخر الأخبار

فيلم "Motif 2019" الماليزي.. جريمة بنكهة أنثوية

الدافع الغامض: فيلم "Motif 2019" الماليزي.. جريمة بنكهة أنثوية تصطدم بالتقاليد

في مشهد سينمائي لا يزال يشهد ندرة في الأصوات النسائية، خاصة في مجال أفلام الجريمة والإثارة، وضمن سياق صناعة السينما الماليزية التي تميل للتقليدية، وضع فيلم الإثارة البوليسي "موتيف" (Motif - الدافع) نفسه كعلامة فارقة. هذا العمل، الذي أخرجته المخرجة الواعدة نادية حمزة (Nadiah Hamzah)، لم يكن مجرد فيلم، بل كان بمثابة اكتشاف ودخول قوي لمخرجة جديدة استطاعت أن تخلق جواً مشحوناً بالغموض والتوتر، وأن تقدم منظوراً أنثوياً لافتاً في نوع سينمائي يسـ ـيطر عليه الر*جـ ـال عادةً.

الفيلم، الذي حظي بعرضه العالمي الأول المطلق في مهرجان الشرق الأقصى السينمائي (FEFF)، لم يكن وليد الصدفة بالنسبة للمهرجان، بل كان نتاج دعم بدأ منذ مراحل الحضانة الإبداعية. ففي عام 2015، شارك المنتج والكاتب المشارك محمد بحير (Muhammad Bahir) في مختبر "Ties That Bind" الذي ينظمه المهرجان بالتعاون مع منظمة المنتجين الأوروبيين EAVE، بهدف تشجيع التعاون المثمر بين أوروبا وآسيا، مما أسهم في دعم هذا المشروع الطموح منذ بداياته.

خيوط الجريمة في "تاناه ميراه": محققة عنيدة في مواجهة مجتمع مغلق


تبدأ أحداث "الدافع" بمشهد افتتاحي قوي ومتقن، يغرق المشاهد مباشرة في جو من الغموض والرعب. في عتمة الليل وتحت وميض مصباح هاتفها المحمول، تتجول فتاة شابة في أرجاء منزل مهجور تفترشه الأوحال وتغطيه النباتات المتسلقة الكثيفة، في دلالة على هجره الطويل. يتداخل صوت الرعد المخيف مع موسيقى تصويرية خافتة تزيد من غرابة المشهد، قبل أن تباغتها ضربة على رأسها من مهاجم مجهول يخرج من الظلال. هذه الافتتاحية، التي أبدعت نادية حمزة والمصور السينمائي زين الدين محمد (Zainudin Mohamed) في رسم صورها الجميلة والمقلقة في آن واحد، تطرح السؤال الملح: من قتل الفتاة؟ والأهم، كما يوحي عنوان الفيلم، ما هو الدافع وراء الجريمة؟

تنتقل الأحداث لتركز على التحقيق البوليسي، حيث يتم إرسال المحققة اللامعة "ديوي"، التي تجسدها شريفة أماني (Sharifah Amani)، من العاصمة كوالالمبور إلى بلدة ريفية نائية تدعى تاناه ميراه (Tanah Merah - الأرض الحمراء). مهمتها هي التحقيق في الاختفاء الغامض، الذي سرعان ما يتضح أنه جريمة كتل، لابنة أغنى وأقوى رجل أعمال في البلدة، "حسين"، الذي يقدمه النجم المخضرم روسيام نور (Rosyam Nor) (الذي قد يتذكره البعض بطلاً لفيلم "عندما يكتمل القمر" للمخرج مامت خالد، والذي عُرض في FEFF 2008).

منذ اللحظة الأولى، تُقابل "ديوي" بالريبة وعدم الثقة من زملائها الذ*كور في مركز الشرطة المحلي، وعلى رأسهم الضابط "ريزال" (الممثل مستقيم محمد - Mustaqim Mohamed)، الذي يفترض أن يكون مساعدها الرئيسي. استياؤهم مضاعف؛ فهي ليست فقط "دخيلة" من المدينة الكبيرة، بل هي أيضاً امرأة تتولى قيادة تحقيق حساس في مجتمعهم الصغير والمحافظ. ويزيد الطين بلة أن "ريزال" نفسه تربطه علاقة عائلية بوالد الضـ ـحية "حسين"، مما يعقد مهمة "ديوي" بشكل كبير.

الأب "حسين"، بشخصيته المتعجرفة وماضيه الذي يكتشف لاحقاً، يبدو بوضوح أنه يخفي شيئاً ما، وتشك "ديوي" فوراً في تورطه. الأم المكلومة، التي تحافظ على رباطة جأشها، تصف ابنتها بالملاك والطالبة المتفوقة التي يستحيل أن تهرب أو توقع نفسها في المشاكل. لكن أوراق امتحانات "آنا" الأخيرة التي تُكتشف لاحقاً تحكي قصة مختلفة تماماً. تتشعب خيوط التحقيق وتكشف عن أسرار مظلمة وعلاقات متشابكة، تقود "ديوي" إلى كشف حقائق غير متوقعة.

ما وراء الجريمة: صراع "ديوي" الشخصي كمرآة للقضية

لا يقتصر المنظور الأنثوي في الفيلم، الذي شارك في كتابته المخرجة نادية حمزة ومحمد بحير وهوني أحمد (Honey Ahmad)، على اختيار بطلة للقصة. فبينما تحقق "ديوي" في جريمة الكتل الغامضة في "تاناه ميراه"، نكتشف أنها تواجه أيضاً، عبر مكالمات هاتفية متوترة، وضعاً عائلياً معقداً وصعباً في كوالالمبور. نكتشف أنها الزوجة الثانية في علاقة تعدد زوجات، وأن علاقتها بزوجها "إلهام" وزوجته الأولى "لينا" تمر بمنعطف حرج، خاصة وأن "ديوي" على وشك أن تصبح أماً.

هذا الخط الدرامي الفرعي، الذي يبدأ بتعليق إذاعي عابر، لا يأتي بشكل عشوائي، بل يضع أساساً لموضوع الفيلم ذي النـ ـزعة النسـ ـو*ية الخفية. فالفيلم لا يكتفي بعرض جريمة، بل يستكشف أيضاً ديناميكيات القوة بين الجنسين والأحكام المسبقة التي تواجهها المرأة، سواء كانت محققة لامعة أو زوجة ثانية. تتكشف لاحقاً روابط وموازنات مقلقة بين مشاكل "ديوي" الشخصية وتفاصيل التحقيق الجاري، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد الدرامي الذي، رغم بعض الانتقادات حول معالجته، يثري تجربة المشاهدة.

أداء متوسط:

يعد أداء شريفة أماني، التي تعتبر أيقونة للسينما الماليزية المستقلة منذ ظهورها الأول في فيلم "سيبيت" (Sepet) للمخرجة الراحلة ياسمين أحمد عام 2004، أحد أبرز نقاط قوة الفيلم. تقدم أماني شخصية "ديوي" بشكل متوسط حسب رؤيتي، مظهرة قوتها وعنادها كشرطية محترفة، وفي نفس الوقت ضعفها وهشاشتها كامرأة تواجه تحديات شخصية وعاطفية معقدة. دورها غني بالتفاصيل الدقيقة، كان يتطلب براعة لافتة لم أجدها في الممثلة.

كذلك، يقدم روسيام نور أداءً جيدًا نسبيًا لشخصية "حسين" المتغطرس والغامض. وتصل المواجهة بين "ديوي" و"حسين" إلى ذروتها في مشهد استجواب متقن داخل مركز الشرطة، حيث يتصادمان في معركة كلامية ونفسية محتدمة تنتهي بشكل مثير. تمنى بعض النقاد لو أن هذا المشهد امتد لفترة أطول قليلاً ليتم استغلال هذه المواجهة الرائعة بشكل أكبر.

بين الإشادة والانتقاد: طموح يعرقله التنفيذ؟

رغم الإشادة بالجو العام للفيلم، واختيار شريفة أماني وروسيام نور، والتصوير السينمائي الجميل، إلا أن الفيلم لم يسلم من بعض الانتقادات. ليس من ناحيتي فقط بل أيضًا رأى البعض أن التحقيق نفسه يفتقر للعمق الكافي ولا يقدم استكشافاً نفسياً معمقاً للشخصيات ودوافعها. بعض المشاهد، مثل مشهد مطاردة وضـ ـرب فتى شاب من قبل أفراد عصابة، بدت سريعة ومختصرة بشكل مخلّ، ولم تمنح المشاهد فرصة للشعور بالخـ ـطر أو التوتر الحقيقي.

كما أن ديناميكية العلاقة بين "ديوي" و"ريزال" بدت أفضل على الورق منها في التنفيذ الفعلي.

لكن الانتقاد الأكبر وُجّه للفصل الثالث من الفيلم، الذي اعتبره الكثيرون فوضوياً ومعقداً بشكل غير مبرر. بدا وكأن الكتاب تخلوا عن بعض الخيوط المثيرة التي تأسست في البداية، وأقحموا تفاصيل متشابكة حول خطيب سابق مجـ ـنون، وعلاقات خا*رج إطـ ـار الزواج، ومرا**بين، وحـ ـمل غير متوقع، وتحولات مفاجئة وغير منطقية في بعض الشخصيات الثانوية، بالإضافة إلى العديد من "الأدلة المضللة". كل هذا التعقيد لم يخدم الغموض الرئيسي أو يعمق فهمنا للدافع الحقيقي وراء الجريمة. وعندما تم الكشف أخيراً عن "الدافع" الذي يحمل الفيلم اسمه، بدا الأمر للكثيرين مخيباً للآمال وأشبه بـ "بالون منكمش" بدلاً من أن يكون علامة تعجب قوية وصادمة، مما أضعف الأثر العام للفيلم رغم بدايته الواعدة.

خاتمة: خطوة مهمة رغم العثرات

يظل فيلم "Motif" عملاً لا بأس بمشاهدته لمرة واحدة كفيلم لغز أكثر من كونه فيلم جريمة.

فرجة شيقة 

#الدافع #فيلم_ماليزي #نادية_حمزة #شريفة_أماني #روسيام_نور #إثارة_بوليسية #جريمة_وغموض #سينما_ماليزية #مخرجة_امرأة
#Motif #FilemMalaysia #NadiahHamzah #SharifahAmani #RosyamNor #FilemPolis #JenayahMisteri #PawagamMalaysia #PengarahWanita
***

AdmiN.vx
AdmiN.vx
تعليقات



======== سكربت اكتشاف مانع الاعلانات =======